كثير من الناس يظنون أن اليوجا عبارة عن مجرد تمرينات رياضية، إلا أنها تتعدى ذلك بكثير، لكونها تفيد الجسد والعقل معا.
فعندما تفكر في اليوجا، أول شئ سيخطر على بالك صورة لفتاة رشيقة الجسد تجلس ورجليها مطويتين، أو متخذة وضعية شبه مستحيلة وثابتة عليها. وبالرغم من أن هذا التصور يعد صحيحا وحقيقيا في اليوجا فإنه لا يشكل سوى جزء ضئيل للغاية من عالم اليوجا الكبير. فاليوجا تتجاوز بكثير القدرة على ثني الظهر بمرونة أو اتخاذ وضعيات يصعب على الإنسان العادي القيام بها حيث تشتمل على ثلاثة عناصر هامة لا تقل قيمة أحدها عن الأخرى: وهي التدريبات العقلية، وتدريبات التأمل، وبالطبع التمرينات الجسدية.
وفي قاموس "ويبستر" الشهير تجد أن ترجمة كلمة "يوجا" هي الطرق والتدريبات الموصوفة وهي عبارة عن مجموعة من الوضعيات الجسدية وتمرينات التنفس والتي يقوم المتدرب بأدائها لتحقيق القدرة على التحكم في جسده وعقله والحصول على حالة من الهدوء والسلام الداخلي. واليوجا لا تساعد فقط على تقوية الفرد عضليا وزيادة رشاقته، بل تعمل أيضا على تحسين أدائه العقلي وقدرته على التركيز كما تساعد الفرد أيضا في حياته اليومية حيث تعلمه الالتزام في مواعيده ومهامه، كما أن اليوجا تعمل على تقليل التوتر لدى المتدرب وتحسين حالته المزاجية والنفسية، وتعطيه شعورا بالسعادة والنشاط والتفاؤل.
فوائد اليوجا للجسد
تعمل اليوجا على تقوية الجسد بأكمله بدلا من التركيز على مجموعة معينة من العضلات، فاليوجا تستخدم الجسد بأكمله ككيان واحد لتحقيق ما يسمى بتوازن القوى لديه، كذلك تعمل تمرينات اليوجا ووضعياتها المختلفة على زيادة رشاقة الفرد ومرونة أعضائه ومفاصله وعضلاته، وإن جمعنا كل هذه المميزات والفوائد سنجد أن اليوجا - كرياضة - تساعد ممارسيها بصورة كبيرة على تجنب الإصابات المختلفة والتي قد يتأذى منها الإنسان العادي غير المتدرب. كما تعمل اليوجا أيضا على مساعدة من يمارسها في الاستشفاء من بعض الاعتلالات الجسدية الموجودة لديه بالفعل كآلام الرقبة والظهر.
فوائد اليوجا في المساعدة على تحقيق راحة العقل والنفس
سيجد ممارس اليوجا أن أي تمرين يقوم بأدائه بجانب تأثيره على جسده يشتمل أيضا على مكون عقلي يستفيد به عقله حيث تعمل اليوجا على تحسين الأداء الوظيفي للعقل وزيادة وعي الممارس لكونها تنمي القدرات التركيزية لدى اللاعب وتعلمه الالتزام والانضباط فالذهاب إلى فصول اليوجا في مواعيدها دون تأخير، والبقاء ثابتا لمدة من الوقت قد تطول في بعض الأحيان في إحدى الوضعيات يحتاجان إلى قدر كبير من الانضباط والتركيز وهي مهارات يكتسبها الفرد تدريجيا أثناء ممارسته اليوجا، ولو أضفنا تدريبات التنفس الشهيرة في اليوجا، سيستطيع أي متدرب أن يشعر بمدى الاستفادة التي سيحصل عليها والتي ستنعكس على حياته اليومية بصورة ايجابية.
كيف تساعد اليوجا في التأمل؟
تركز كافة أنواع اليوجا بشكل كبير على تدريبات التأمل المختلفة، ولا تعتبر تمرينات التأمل من الأمور السهلة أو البسيطة، ففي حياة تتسم بالصخب والمشغوليات الكثيرة التي تملأ عقولنا وتسيطر على تركيزنا سنجد أنه ليس بالأمر الهين أن نجلس هادئين لا نفكر في شئ لمدة طويلة من الزمن بدون أن نفقد السيطرة على عقولنا التي ستستمر في مقاومتنا رغبة منها في الانشغال بأي أمر من أمور الحياة اليومية أو الطموحات المستقبلية أو أية أحداث من الماضي. وهنا تلعب التدريبات الجسدية دورا كبيرا في إعداد الجسد والعقل ليستطيع المتدرب التأمل في هدوء مسيطرا على عقله كي يستفيد في النهاية من مميزات التأمل وهي الحصول على عقل هادئ، كما يساعد التأمل أيضا الممارس على الاسترخاء والراحة التامة لكافة أعضاء جسده، بالإضافة إلى طرد التوتر من عضلاته وأعصابه وحتى ملامح وجهه. ومن منا لا يبحث عن كل هذا في عالمنا الملئ بالمشاكل والاضطرابات. أيضا يساعد التأمل في اليوجا المتدربين على تقوية الجانب الروحاني لديهم أيا كانت ديانتهم.
أخيرا، إن كنت تنوي الشروع في ممارسة اليوجا، فعليك معرفة أنه هناك عدة أنواع من اليوجا، لذلك قبل البدء في التدريب استثمر بعض الوقت في البحث والقراءة أكثر عن اليوجا وأنواعها ثم ابحث عن أقرب استوديو يوجا لتبدأ في ممارستها والاستمتاع بها وبفوائدها.